لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81486 مشاهدة
نماذج من الأولياء عند القبوريين

...............................................................................


مثل معروف الكرخي قبره موجود في مصر ويتوافد إليه خلق كثير يتعبدون عند قبره؛ حتى يقول بعضهم: قبر معروف الترياق المجرب، أي: الدواء النافع. شبهوه بالترياق: وهو الدواء الذي يعالج به مَنْ أكل السم؛ حتى يطيب، الترياق المجرب. انخدع كثير من الناس به عند قبره وفي مكان بعيد؛ حتى في البحار يدعونه: يا معروف أنجنا.. يا معروف خذ بأيدينا.. يا معروف اشفع لنا، ارزقنا. فالذين عند قبره يتعبدون ويدعونه، والبعيدون يهتفون باسمه، ويكثرون من دعائه ومن التضرع إليه، ينخدعون بكثير من الحكايات التي تحكى عن الذين يأتون إليه.
كثير من هؤلاء الذين يأتون إلى قبره، ثم يقع لهم حالة يروونها وقد يزيدون فيها، فيقول أحدهم: دعوت معروفا فنجاني، أو استشفعت به فشفع لي، ونفعني، ووفى ديني، ونصرني، ورزقني مالا وأولادا، وآتاني من كذا، وأعطاني، وأوفى عني، فتكون فتنة لكل من يستمع عنه.
هو متوفى في القرن الثالث، وله ترجمة مشهورة في كتب التراجم، في الطبقات، وفي البداية والنهاية، وفي سير أعلام النبلاء، وفي التاريخ الكبير -تاريخ الذهبي - وغيرها، والحكايات التي تنقل عن الذين يأتون إليه كلها أو جلها لا أصل لها. معروف كان من الزهاد الذين زهدوا في الدنيا، وتعبدوا وتقشفوا، وانقطعوا عن الشهوات، فكان من الصوفية المعتدلة الذين يتعبدون بالعبادات الشرعية، وينقطعون عن الشهوات، وعن الملذات الدنيوية من باب التقشف، فأما أنه يستغاث به أو يدعى مع الله فإن ذلك هو الشرك.